4- الشباب المسلم والإسلام:
يقف الشباب المسلم من الإسلام ثلاثة مواقف:
أ- موقف التفريط،
يمثله شباب استهوته الحضارة الغربية وزينتها وشعار الحداثة الثائرة على كل قديم المستخفة بالدين على الأقل فلم يكن منهم إلا أن تبرؤوا من تهمة التدين كشرط للانخراط في واقع حلم التقدم والحداثة والتنمية.
ب- موقف الإفراط،
ويلاحظ على شباب ضاقت حويصلته عن استيعاب الواقع وفهمه و"الانغماس" في وحله لتغييره فاكتفى بتكفير السافرة وتفسيق حالق اللحية وتبديع من دعا بالحكمة، جاهلا أو متجاهلا أصل الداء وبؤرة سيطرة الأهواء، وقد قيل:
لا خير في الإفراط والتفريط وكلاهما عندي من التغليط
ج- موقف الحكمة:
انبرى له شباب فطن، تعلم أن البدعة تموت بإحياء السنة وأن الباطل يزهق فور مجيء الحق (قل جاء الحق وزهق الباطل) فسلك سبيل التربية بالقدوة والدعوة بالحكمة مقتديا بمن بعث للعالمين رحمة صلى الله عليه وسلم.
وسنة الله فيمن دعا إلى إصلاح أن تكال له التهم بالجملة والتقسيط ( مبتدع- مضلل-متطرف...). وينفر منه العدو وحتى الصديق، ويتكالب عليه الجميع بالإقصاء والتضييق، ولهذا ينبغي أن نعلم أن تكالب الناس على الحق ليس دليلا على بطلانه.
5- تحديات المستقبل:
بعد أن عرجنا على واقع الشباب المسلم من خلال همومه ومشاكله وتدينه، يليق بنا أن نستعرض التحديات المستقبلية التي تواجه سعادته وكرامة أمته:
* التحدي الفردي:
بدايته التوبة إلى الله عز وجل، ولا ينبغي أن تقتصر على كلمات تلاك وتدين مغشوش، وإنما توبة تقلب كل الموازين العقلية والقلبية والسلوكية (التوبة قلب دولة) .
ومن المطلوب أيضا العمل على فهم الإسلام فهما أصيلا صحيحا شاملا لأن (مصيبة الدين في كل عصوره بفئتين: فئة أساءت فهمه، وفئة أتقنت استغلاله، تلك ضللت به المؤمنين، وهذه أعطت الجاحدين حجة عليه) .
أضيف تحديا لا يقل أهمية وهو استغلال الوقت ، وتنظيم الذات ، ويكفي التنبيه إلى أن دقيقة تضيع من وقتك تعدل مليار دقيقة في حق أمتك! فافهم وإذا فهمت فالزم.
* التحدي الجماعي:
ويتجلى في السعي لإقامة عمران أخوي ولا يتأتى هذا إلا بكسب العلوم وترويض التكنولوجيا مع توطينها وتبنيها، وكذلك تنمية البلاد وتحريرها.
* التحدي المستقبل الثقيل:
أجمله في حمل الرسالة لعالم متعطش.
فإذا كان التحدي الأول تأهيلا للإنسان لحمل الرسالة، إذ الرسالة بالرسول، وكان التحدي الجماعي بناء نموذج يضرب به المثال، فإن التحدي الثقيل ما هو إلا دعوة للعالمين ليشهدوا حياتنا في جو الإيمان وتحت ظلال القرآن. نعم فالعقبة كؤود ولكن النصر من الله موعود (إن تنصروا الله ينصركم)